تَرَحَّلَ عَنْ دَارِنا الوَالِد ---- عبدالحق وفاق
صَدَقَتْ نُبُوءَةُ أُمِّي
حَقَّتِ الرُّؤيا،
وأَنْتَ تُلَمْلِمُ وَهَنَكَ –يا أَبِي-
تَعْبُرُ الطّرِيقَ الطَّوِيلَ
تُعِدُّ ثَوبَكَ الغَضَّ
تَجْمَعُ زَهْراتِك الجَمِيلاتِ البَعِيدَات
تَحْمِلُ أَسْفَارَكَ وَجَلالَكَ
غَرِيبا بَيْنَ الوُجُوه المَشْدُوهَة.
*******
وأَنتَ تَعْبُرُ الطرِيقَ الطّويل..
يَغُورُ قاربك الخَشبِيّ
يَغْرُبُ فِي ضَبَابٍ أَسِيفٍ
في صَبَاحٍ رَطِيبٍ
بَيْنَ الغُربَاءِ
والتُّخُومِ البَعِيدَة.
*******
هَا أَنْتَ تَرْحَلُ يا أَبِي ..
تُشْرَعُ الأبْوَابُ،
يَتَمَشَّى الصَّمْتُ الرَّتِيبُ
يَحُلُّ الأَسَى أيّامًا طِوَالا،
تَذْبُلُ أَزهَارُ الرَّبِيعِ
تَبكِي المَرايَا
تَسِيخُ شَمْعَةٌ
مِن مِيلادِي
تَنْمَاعُ بَسْمَةٌ
مِن فُؤادِي.
*******
هَا أَنتَ تَرحَلُ يا أبِي
تَمْضِي مُثْقَلاً بالوَجَعِ
إِلى الثَّرَى
يَتوَارى الوَقَارُ ..
وتَشْحُبُ القَبِيلَة..
مَا حِيلَةُ الشِّعْر ؟
كَيفَ أَدُلُّ الفُؤاد
عَلى فَرْحَةٍ أُخرَى !
مَاذا أَقُولُ ؟
كَيفَ أُهاوِدُ هَذَا السُّقْمَ
وتَمَزُّقِي، وتَيَتُّمِي
وسَيْفِي خَائِبٌ
مَكشُوفٌ عَارٍ.


إرسال تعليق