المجتمع
المدني والقيم الديموقراطية-عبدالغفار شكر (الثانية بكالوريا علوم).
ملاحظــــــة النص:
يربط عنوان النص بين المجتمع المدني
والقيم الديموقراطية برباط العطف، وهو ربط يقوم على أساس التعاطف والتّعاضد بين
المفهومين، فالديموقراطية بوصفها أسلوباً للحكم الرّشيد تحتاج إلى كل مكونات
المجتمع المدني لاستيعابها ولترسيخها، لذلك يمكن وصف هذه العلاقة بالترابط والتلازم.
ويمكننا تأكيد أبعاد هذه العلاقة انطلاقاً
من مشيرات النّص، سواء من خلال جملته
الأولى المُحدِّدة
لمفهوم المجتمع المدني، أم من الفقرة
الأخيرة التي أشار
فيها عبد الغفار شكر إلى دور المجتمع المدني في تعزير السلوك الديموقراطي وتطويره.
وعليه؛ يمكننا أن نصوغ لهذا النّص فرضيتين أساسيتين نجملهما في:
-بيان طبيعة
العلاقة بين المجتمع المدني والدولة؛
-أهمية
المجتمع المدني في بناء الدولة الديموقراطية،
فهـــــــم النص:
يناقش النص كما يبدو من منطوق عنوانه
ومضمون فقراته سؤال العلاقة بين المجتمع المدني والقيم الديموقراطية، ويمكننا
تحديد أبعاد هذه العلاقة في جملة من الأفكار كما أوردها عبد الغفار شكر تباعاً:
التّسليم بأنّ المجتمع المدني بنية
تنظيمية اجتماعية تقوم على العمل التّطوّعي، لخدمة المواطن والنهوض بالوطن، في
إطار الالتزام بمجموعة من القيم الإنسانية، وبناء على هذا التعريف نستخلص أربعة
أركان للمجتمع المدني.
تحلــــــيل النص:
في النص جهاز اصطلاحي يحيل إلى حقلين دلاليين أحدهما مرتبط بمعجم المجتمع المدني، والآخر مرتبط بمعجم القيم
الديموقراطية، وتمثلهما كتلتان لفظيتان متداخلتان نسبيا ومتكاملتان للإحالة على
التكامل بين مكونات بنية المفهومين، كلمات دالة على حقل القيم الديموقراطية (المجال
العام، الدولة، مؤسسات الدولة، السلطة، الديموقراطية، الحقوق الفردية)، كلمات دالة
على حقل المجتمع المدني(كرامة الإنسان، الوفاء بالوعود، التعاقد، روح المبادرة،
التّضامن، المثابرة، الروح الجمعية...).
أمّا الأفعال في النّص فقد جاءت عموماً
بصيغة المضارع (تملأ، يُعَدُّ، تقوم- يستدعي، يكون، ترتكز، يتميز، يُعلي، تزداد،
يقوم، يلتزم، يتطلّب، يشمل، تبرز، ينبغي، يوازن، تنظّم، ينبع)، باستثناء فعلين
جاءا بصيغة الماضي( استقرّ- اقتضى). ولعلّ هذا الأمر يفيد في دلالته المعنوية
التّوضيح والشرح لإكساب النّص حيويته، ونقله من صيغة الثبات التي ابتدأ بها(
استقرّ) إلى عالم أرحب عنوانه الاستمرارية والتَّجدد والحركة وهو ما يتناسب مع شكل
وطبيعة المجتمع المدني المتجدد والفاعل.
جمع النص بين وظائف متعددة منها التّعريف
والتفسير والاقناع، وقد توالت هذه الوظائف بشكل تسلسلي يوازي تطور معالجة الفكرة
في النص بدءا بتعريف المجتمع المدني، وبيان وظائفه وأهميته، وانتهاء بالاستنتاج
الذي أكّد فيه صاحب النّص التلازم بين المجتمع المدني والديموقراطية. مروراً
بآليات الإقناع بتمثل القيم الديموقراطية لإنجاح وظائف المجتمع المدني.
- يتسم أسلوب النص بالتقريرية لأنه منشغل ببناء خطاب
استدلالي ذي وظيفة إقناعية يروم تحديد دور المجتمع المدني في بناء النظام
الديموقراطي وتعزيزه، وهو خطاب يستند إلى أسلوب منطقي مشبع بنفس تتظيري وإجرائي
لما يمكن أن يقوم به هذا المجتمع المدني.
تركيــــب وتقويـــم:
إنّ مسألة العلاقة بين القيم الديموقراطية
والمجتمع المدني في سياقنا المعاصر، أضحت مسألة عملية بالمعنى الكانطي، أي أنّها
مسألة مطروحة على العقل العملي وليس على العقل الميتافيزيقي، يعني ذلك أنّه يجب
الابتعاد عن الأبعاد التنظيرية المتسائلة عن ماهية المجتمع هويته وفلسفة المجتمع
المدني وغيرها– بغض النظر عن أهميتها- إلى التركيز على جوهر الفعل الجمعوي،
وإنزاله إلى الواقع ممارسة ومشاركة.
-منقول-
إرسال تعليق