U3F1ZWV6ZTQ4NTIyNzU1MDcxNzM5X0ZyZWUzMDYxMjM0OTcwMzc1MQ==
اِبحث داخل الموقع !

القراءة التوجيهية لمؤلف المباءة لمحمد عزالدين التازي (الجذع الأدبي)

 

القراءة التوجيهية لمؤلف المباءة لمحمد عزالدين التازي


-         التعريف بالمؤلِّف محمد عز الدين التازي:

ولد محمد عز الدين التازي بفاس سنة 1948، وتلقى تعليمه الابتدائي بالمدارس الحرة، ثم التحق بالقرويين حيث تابع دراسته الثانوية، ثم تعليمه العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس، حيث حصل على دبلوم الدراسات العليا سنة 1986، وشغل منصب أستاذ بالمدرسة العليا للأساتذة بتطوان، بدأ نشر أعماله الإبداعية منذ سنة 1966، وذلك بقصته القصيرة " تموء القطط " التحق باتحاد كتاب المغرب سنة 1969، وتوزعت انتاجاته بين الكتابة الروائية والقصصية والنقد الأدبي، ومن بين أعماله: {أوصال الشجر المقطوعة/ أبراج المدينة/ رحيل البحر...}.





-        دلالة العنوان:

تمثل الوحدة الثانية عنوان الرواية {المباءة} وقد كتب بخط أكثر بروزا بلون أصفر فاقع ويتسوط فضائيا الجهة العليا للغلاف، مما يجعله بؤرة السنن اللغوي للغلاف، وإذا ما تصفحنا المعاجم اللغوية فإننا سنجد أن لفظة المباءة تعني منزل القوم، إنها مؤشر مكاني، وإذا ما ربطنا بين فضاء وقوع أحداث الرواية وبين العنوان فإنه يتضح لنا أن فاس هي مجال الإهتمام الأول في السرد وفي العنوان.

-        كلمة الرواية:

 وردت اسفل صفحة الغلاف جهة اليسار، وظيفتها تجنيس العمل الأدبي المقدم للقارئ، فهي ترسم لهذا الأخير إطارا تقنيا لتلقي الكتابة التي يقترحها عليه الكاتب.

-        دار النشر:

تتضمن هذه الوحدة إشارة بخط رقيق إلى الجهة التي قامت بنشر الرواية، وهي مكتبة الأمة للنشر والتوزيع، إضافة إلى ثمن هذا العمل

-        كلمة الأستاذ محمد برادة:

تتكون هذه الوحدة من عنصرين، اسم محمد برادة و وقد وقعت هذه الكلمة، أما العنصر الثاني فهو محتوى الكلمة حيث قدم محمد برادة مجموعة من الأفكار:

تموضع نصوص التازي خارج المدرسة الواقعية.

انخراط كتابته في اطار تجريبي دائم التجديد.

اتسام نصوصه السردية بنفس شعري يرتقي بمكونات السرد بشكل جمالي بارز

إن هذه الأفكار تضيء للقارئ مسار التلقي وتوجهه لكونها تنبني على حكم ناقد عارف بخريطة الكتابة الروائية المغربية

-         دراسة لوحة الغلاف:

هي لوحة للفنان المكي مغارة، وتجسد بناية بيضاء يتوسطها باب بقضبان حديدية متشابهة ونافذة صغيرة، أما خلفية اللوحة فهي مزيج من ألوان متداخلة إذ يغلب عليها اللون الرمادي السماوي الفاتح، في حين أن أسفل اللوحة يمثل حيزا مائيا يعكس صورة البناية، وإذا ما حاولنا تحديد البناية فإنها يمكن أن تمثل الضريح.

-        صورة الكرة الأرضية:

يلتف حولها شريط كتبت عليه عبارة " مكتبة الأمة " وكتاب مفتوح على قارات العالم الخمسة تمسك به يدان بشريتان دلالة على توزيع الكتاب في العالم بأسره، ووظيفة هذه الوحدة اشهارية بامتياز.

-        صورة الكاتب:

تحتل هذه الوحدة مساحة كبيرة من الجانب الأيسر في ظهر الغلاف،

 ويظهر فيها وجه الكاتب بنظارته وتوحي ملامح وجهه بالجدية.

-        المتن الحكائي:

تدور أحداث رواية " المباءة " أساسا حول قصة شخص يُدعى قاسما الورداني يشتغل مديرا لسجن مدني بمدينة فاس ( سجن عين قدوس ص   42 ) بعد أن كان قبلُ مقاومًا ضد الاستعمار الذي تعرض له المغرب، هذا السجن الذي ضم بين جدرانه معتقلي الرأي من حزبيين ومعارضين للسلطة وطلبة ومثقفين كانوا السبب الرئيسي في خلاف قاسم الورداني مع ابنه منير الذي طالبه بالاستقالة من هذا المنصب؛ لأنه كان مؤيدًا لنضلات هذه الفئات التي سعت سعيا جادا إلى محاولة تغيير هذا الوطن الموبوء، حيث كان ينتمي إلى إحدى الفصائل اليسارية بالجامعة التي على إثر نضاله معها اعتقلته الشرطة، فاختفى قرابة شهر عن أهله قبلَ أن يعودَ ضامرًا من التعذيب الذي أصابه، ولم تمض مدة حتى اختفى منير المرة الثانية، ولكن هذه المرة بعد أن غيَّرَ انتماءه إلى إحدى الفصائل الأصولية المتطرفة التي غيرَّت لباسه  ( انظر ص 95 )، وغيَّرَت حتى تفكيره، ولم تكن الشرطة هذه المرة هي التي اختطفته، بل الأصوليون المتطرفون أنفسهم، وذلك بسبب مخالفته أميرَهم الذي يُدعى حفصًا، فعذبوه تعذيبا أشد من تعذيب الشرطة متهمين إياه بالكفر " قلتم كان يساريا، واليساري يتغلغل في قلبه الكفر، ولا يمكن أن يرسوَ على أرض الإسلام ص 115 "، على وقْعِ كلِّ هذه الأحداث المؤلمة يسافر قاسمٌ الورداني إلى الرباط ليحضر اجتماعا للوزارة قبلَ أن تصيبه لوثة جنونية هامَ بسببها على وجهه عاريا في شوارع الرباط، وغاب بذلك عن أسرته سنينا، وبسبب ذلك ارتحلت أسرته إلى السكن بغرفة مع الجيران في حي من أحياء مدينة فاس بمساعدة من خالهم بعدما أصبحت منيرة ابنة قاسم هي معيلةَ الأسرة، أمَّا قاسمٌ فانسلخ من هذا العالم الموبوء، وارتحل إلى ضريحٍ بالمدينة نفسها حيث زاوية سيدي علي بوغالب، لينضم إلى عالم آخر يتردد بين الطهارة والدناسة، وتمضي أحداث الرواية تصور لنا عالم قاسم الورداني الجديد إلى أن يلتقيَ في الأخير ابنته منيرة وزوجته رقية، وعلى صورة هذا اللقاء تنتهي أحداث الرواية.

 

-        موضوع منقول للاستفادة  -

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق