ثقافتنا في ظل العولمة - محمد عابد الجابري
ملاحظة النص :
إذا تأملنا عنوان النص فإنا نجده يثير إشكالية حضارية معاصرة هي إشكالية الثقافة العربية في عصر العولمة، حيث تُلغى الحدود بين المجتمعات و تقرُب المسافات بين الشعوب.
فهم النص :
الوحدات الدلالية للنص
:
1- الفكرة
التي انطلق منها الكاتب فيما يخص تحديد الثقافة هي أن يتم هذا التحديد من داخل
الثقافة، وذلك عن طريق بناءها و ممارسة الحداثة في معطياتها و تاريخها.
2- ميز
الكاتب بين موقفين متعارضين حول علاقة الثقافة العربية بالعولمة : موقف يرفض رفضاً
مطلقاً العولمة، وموقف ثاني يقبل قبولاً تاماً العولمة.
3- موقف
الكاتب من التيارين هو الرفض، و السبيل للتعامل مع العولمة حسب الكاتب هو العمل من
داخل الثقافة العربية، أي الإنخراط في التحديث عبر الفعل و المشاركة لحماية الهوية
و مقاومة الإغتراب.
تحليل النص :
المعجم :
يتوزع النص بين حقلين دلاليين هما حقل
الإنغلاق و حقل الإغتراب :
حقل الإنغلاق |
حقل الإغتراب |
الرفض
المطلق - الإنغلاق الكلي - الإخفاق - موت بطيء... |
المراهنة
على الحداثة - الإنخراط في العولمة دون حدود - الإنفتاح على العصر... |
نلاحظ من خلال الجدول و من خلال النص هيمنة
حقل الإغتراب على حساب حقل الإنغلاق و ذلك لأن ظاهرة الإغتراب هي المنتشرة بكثرة
في مجتمعاتنا العربية خلال العصر الحالي.
بناء النص :
اعتمد الكاتب في بناء هذا النص الحجاجي على
ثلاثة مراحل هي :
- الأطروحة : ضرورة تجديد الثقافة من
داخلها.
- نقيض الأطروحة : موقف يرفض العولمة مطلقاً
و موقف ثاني يقبلها قبولاً تامًّا.
- التركيب : الإنخراط في العولمة عبر
المساهمة و التفاعلية و عبر المحافظة على الهوية.
أدوات الإقناع :
- أدوات التوكيد : إنّ - لا يمكن...إلّا...
- الحجج : من بينها الحجة بالمثال (إن الأمر
يتعلق بقطار يجب أن نركبه) - حجة منطقية (التحصين إنما يكون مفيداً عندما يكون
المتحاربان على نسبة معقولة من تكافؤ القوى و القدرات).
الوضعية التلفظية :
- استعمل الكاتب ضمير الغائب قصد إظهار
الموضوعية في تناول ظاهرة العولمة و الثقافة العربية.
- استعمل الكاتب ضمير متكلم الجمع ليدل على
رأيه وعلى من يشاطره الرأي.
التركيب :
طرح الكاتب من خلال هذا النص إشكالية علاقة
الثقافة العربية بالعولمة، و من خلال طرحه لأطروحته حاول الكاتب أن يعرض موقفين
متعارضين هما موقف الإنغلاق و موقف الإغتراب ، و اعتبرهما معاً خاطئين، مقدّماً
لنا بديلاً علميًّا أساسه التفاعل مع العولمة من خلال الإنطلاق من داخل الثقافة
العربية و ذلك عبر المساهمة و الفاعلية.
و قد استعان في إقناعنا بهذا الرأي بمنهج
حجاجي قوامه الحجج و الأدلة المقنعة، و كذلك أدوات التوكيد التي تجعل من رأي
الكاتب رأياً موضوعيّا يقتنع به المتلقي.
#منقول
للاستفادة#
إرسال تعليق