حوار الثقافات - محمد عابد الجابري
-
ملاحظة النص:
يتألف عنوان النص من كلمتين أضيفت إحداهما إلى الأخرى لتؤشر على نوع الحوار الذي يروم النص تتبع أبعاده وشروطه واتجاهاته وضمانات استمراره، إنه رهان صعب من رهانات العولمة يستهدف تقريب الشعوب بعضها من بعض، ومد جسور التواصل والتفاهم والتفاعل بينها لتدشين ثقافة كونية عامة تحضر فيها الثقافات بسماتها المميزة حضور إغناء وإثراء في مجال منسجم يحترم فيه المتعدد الثقافي، وتراعي ضمنه مصالح الكيانات المتعايشة بشكل سلمي على أساس التسامح والانفتاح علَى الآخر.
-
فهم النص :
الأفكار الجزئية:
- اعتبار الكاتب الحوار في
بداية النص شعارا نبيلا ومعقولا، غير أن طبيعته تنجلي في كونه متغيرا ومتقلبا حسب
الدوافع والأهداف والمواقع والظروف، وانعكاس هذا النوع من الشعارات على تحديد
مفهوم حوار الحضارات بصبغه بالكثير من الغموض والالتباس.
- مناقشة الكاتب مفهوم
حوار الحضارات من منطلقين اثني:
* الحوار باعتباره عملية
عفوية تلقائية ناجمة عن الاحتكاك الطبيعي بين الحضارات بفعل التأثير والتأثر،
خاضعة للصيرورة التاريخية التي يحكمها طلب الأفضل استلهاما واحتواء، تماما كما حصل
في الحضارة العربية الإسلامية التي احتوت ثقافات الفرس واليونان والهند.
* الحوار باعتباره عملية
إرادية منظمة ومخطط لها، وهو في الغالب غير برئ وخاضع لإكراهات المصالح ولمنطق
الأقوى بالدرجة الأولى.
- التباس شعار "حوار
الحضارات" في نظر الكاتب لكونه يحمل في طياته نوايا غير معلنة تمثل الخلفية
الحقيقية لإطلاق هذا الشعار، وتتجسد في جملة المصالح التي يريد الغرب الحفاظ عليها
في بلدان العالم الثالث، وفي حاجة العرب والمسلمين إلى الغرب لمساعدتهم على التقدم.
- ارتباط تحقق حوار
الحضارات بشرطين أساسين:
* الإرتكاز على استراتيجية
توازن المصالح.
* المطارحات المضادة لما
ينتجه الآخر عبر وسائل الاتصال واسعة الانتشار.
وهذان الشرطان كفيلان برفع الالتباس عن هذا المفهوم باعتبارهما يخلصانه من
الهيمنة وأحادية القطب في إنتاج الثقافة وتسويقها.
تحليل النص:
- تتألف سيرورة الحجاج في النص من ثلاثة مراحل يبينها
الجدول الآتي:

أنشطة اللغة – التضاد
التضاد ضرب من ضروب
الاشتراك اللفظي إذ يطلق اللفظ على المعنى
و نقيضه مثال ذلك :
الأزر : القوة و الضعف.
الحميم : الماء البارد
و الحار.
الرس : الإصلاح و
الفساد.
الظن : اليقين والشك.
الرجاء الخوف والأمل.
الجلل : الأمر القليل
والعظيم.
أمثلة:
- قال تعالى: (فَمَن كَانَ يَرْجُو
لِقَاءَ رَبِّهِ)
- قال تعالى: "
قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلاَّ ظَناًّ"
- قال تعالى: "َإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ
إِلاَّ عَلَى الخَاشِعِينَ، الَّذِينَ يَظُنُّونَ أنهم ولاقوا ربهم"
تركيب
مفاهيمي:
- التضاد في الاصطلاح هو الكلمات التي تؤدي دلالتين
متضادتين بلفظ واحد.
- اللفظ المتضاد
لا يدل في حال استعماله إلا على معنى واحد ، ونادرا ما يدل على كليهما في أحوال
عامة.
- لترجيح أحد المعنيين
على الآخر لابد من توفر نية المتكلم ومقصده في الكلام، إضافة إلى القرائن اللفظية
والتداولية أي المعنى والسياق
تركيب وتقويم:
يحاول صاحب النص صياغة رؤية موضوعية لواقع الحوار الحضاري يبني خلالها إطارا
صحيحا لهذا المفهوم يقوم على مبدأ الاعتراف المتبادل بالوجود، وهي رؤية من شأنها
الدفع بهذا الحوار إلى أفقه المنشود، أفق التعايش والتفاهم والتواصل والسلم، ويروم
الكاتب من خلال هذه الصياغة لفت انتباه المثقفين والعلماء ورجال الدين إلى المسار
الصحيح لهذا الحوار ، معتمدا في ذلك أسلوب الاستنباط القائم على التسليم بجدوى
الحوار ومعقوليته في بداية النص منتقلا إلى تقرير حضور الطرفين فيه بنسب متفاوتة
تبرز هيمنة أحدهما على الآخر ، منتهيا إلى ضرورة إعادة الاعتبار إلى الطرف الضحية.
-منقول لتعميم الإفادة -
إرسال تعليق