ماذا نقصد بنظريات التعلّم؟
النظرية:
أبحاث، دراسات، رؤى، تجارب ...
كل ما يتوصل إليه الباحثون في علوم التربية.
تأمل وتصور متكامل في المجال التربوي الذي يؤدي إلى نظرية متكاملة الأركان.
التعلم:
سيرورة معرفية ينتج عبرها فعل التعلم، وبموجبها يتم
اكتساب كفايات
ومهارات جديدة،
أو تنمية المكتسبات السابقة
وتطويرها.
1-النظرية السلوكية:
مجموعة من النظريات التي ظهرت في الولايات
المتحدة الأمريكية حوالي 1912، وترى أن المعرفة تنتج عن التجربة والتطبيق، وتسلم
أنه لا استجابة (تعلم) بدون مثير، وتعتبر أن التعلم هو نتيجة الاستجابة لمثيرات
خارجية.
هي الخلفية السيكولوجية لبيداغوجيا الأهداف،
وهي أول مدرسة تحدثت عن كيفية حصول التعلم لدى المتعلم. من مؤسسيها بافلوف، بروس
سكينر، تورندايك...
من أبرز مفاهيمها:
-السلوك: كل ما يصدر عن الإنسان من سلوكات إيجابية أو سلبية.
-المثير: عامل خارجي يثير الكائن الحي.
-الاستجابة: كل نشاط عضوي يشكل ردة فعل تجاه
المثير.
-التعزيز: كل إجراء يستهدف دعم السلوك المرغوب فيه.
-الدافعية: ما يحفز المتعلم على فعل شيء (الدافعية الخارجية).
أسس ومرتكزات النظرية السلوكية:
-
الانطلاق من مبدأ المثير والاستجابة.
-
التمركز حول السلوك من خلال علاقته بعلم النفس.
-
التعلم يحدث عن طريق الخطأ والتكرار.
-
التعلم المقترن بالتعزيز تهلم إيجابي.
-
التعلم المقترن بالعقاب تعلم سلبي.
-
الاعتماد على القياس التجريبي والملاحظة.
2-النظرية الجشطالتية:
یقوم مفھوم التعلم في ھذه النظرية على
الإدراك الكلي لعناصر بنیة الشيء عن طریق الاستبصار، فالتعلم في ھذه المدرسة ھو
تعلم نسقي مبني على إدراك المعنى من الكل إلى الجزء.
والاستبصار ھو إدراك العلاقة الرابطة بین أكثر من جزء،
باعتبار أن
البنیة ھي عبارة عن عناصر مترابطة تشكل لنا مفھوما.
ثم إن الحوافز في ھذه المدرسة ھي داخلیة لا خارجیة كما ھو
الحال عند المدرسة السلوكیة.
من أهم روادها: ماكس فريثمر – كورث كوفكا
– جالج كوهلر
مثال: لتدريس نص شعري، ننطلق من قراءته بشكل كامل، ثم
صياغة المضمون العام، تم تقطيع النص إلى وحدات صغرى، ومحاولة فهمها في إطار عام
كلي.
مفاهيم النظرية الجشطالتية:
-الجشطلت: هو أصل تسمية النظرية، ويعني كل مترابط
الأجزاء باتساق وانتظام (أصل الكلمة ألماني).
-البنية: تتكون من عناصر
مرتبطة بقوانين داخلية تحكمها ديناميا ووظيفيا.
-الاستبصار: كل ما من شأنه اكتساب الفهم، من حيث فهم كل الأبعاد،
ومعرفة الترابط بين الأجزاء التي تكون البنية.
-التنظيم: عملية الكشف عن الصيغ التنظيمية التي تحكم عملية
الجشطلت (الترابط، والانتظام).
-الدافعية الأصلية: تعزيز التعلم ينبغي أن يكون نابعا من الداخل
(الدافعية مع السلوكية كانت مرتبطة بما هو خارجي).
3- النظرية البنائية:
النظرية البنائية هي نظرية تقوم على مبدأ أن
التعلم فعل نشيط، وأن بناء المعارف يتم استنادا إلى المعارف السابقة (خبرات وتمثلات).
في إطار هذه النظرية يكون المتعلم محورا للعملية
التعليمية التعلمية، يبني معرفته اعتمادا على ذاته فقط من خلال (الملاحظة،
الانتقاء، صياغة الفرضيات، التحليل، الاستنتاج...)
مؤسس هذه النظرية هو : جون بياجيه.
ومن أھم ممیزاتھا أنھا أعادت الاعتبار للذات
المتعلمة، من خلال التركیز على التمثلات، التي یلج بھا المتعلم المدرسة، وبالتالي
فإن المثیر قد یؤدي إلى استجابات تختلف باختلاف الذات المتعلمة. ویرتبط التعلم في ھذه
المدرسة باستیعاب المعلومات الجدیدة، ثم التلاؤم بین الذات المتعلمة والمعارف الجدیدة،
ثم یتحقق بعده التوازن والتكیف.
الجهاز المفاهيمي للنظرية البنائية:
-التعلم: عملية بناء إبداعية مستمرة، يعيد من خلالها
المتعلم تنظيم ما يمر به من خبرات، ويسعى إلى فهم أشمل وأوسع ينمي خبراته السابقة.
-التدريس: عملية تنظيم لمواقف التعلم، تمكن المتعلم من
بناء معرفته بنفسه.
-التمثلات: معتقدات وتصورات سابقة تكون استراتيجية
المتعلم وتحيل على خصائص شخصيته.
-السيرورات
الإجرائية: الطريقة التي ينهجها المتعلم في التفكير.
-الاستيعاب: آلية سيكولوجية تسمح للفرد بإدماج معلومات
المحيط الخارجي عن طريق الفهم والتنظيم والتخزين.
-الملاءمة: تلاؤم الذات مع المعرفة الجديدة المكتسبة.
مبادئ ومرتكزات النظرية البنائية:
-المتعلم
هو من يبني معارفه من خلال مشاركته الفعالة في أنشطة التعلم.
-المعارف
والخبرات السابقة شرط أساسي لبناء التعلمات الجديدة.
-التعلم
يقترن بالتجربة وليس بالتلقين.
-يتم
بناء المعرفة من خلال الاستيعاب والتلاؤم.
-الخطأ
شرط أساسي للتعلم.
-يتم
التعلم بالوضعية المشكلة التي تؤدي إلى خلخلة توازن المتعلم، مما يستدعي تعبئة
مواردها ودمجها لإيجاد الحل.
4- النظرية السوسيوبنائية:
هي نظرية تعتبر أن المعارف تبنى اجتماعيا من
طرف المتعلم ولفائدته، عبر تقنيات التفاعل والتفاوض وإعطاء المعنى، ويطور المتعلم
كفاياته عبر مقارنة إنجازاته بإنجازات غيره. أي في إطار التفاعل مع الجماعة
والأقران والمحيط العام.
إذن هي تنطلق من الجزء إلى الكل عكس النظرية
الجشطلتية.
مثال: لشرح وتفسير مقطع قرآني، نفسره آية آية
وصولا إلى المعنى الإجمالي.
من رواد هذه النظرية : فيكوتسكي وكليرمون.
مرتكزات النظرية السوسيو بنائية:
-
يتم التعلم عبر صراع معرفي بين التمثلات
الجديدة والمعارف السابقة.
-
تبنى المعارف اجتماعيا من طرف المتعلم.
-
يتم التعلم من خلال التفاعل مع المحيط
الخارجي.
-
عندما يواجه المتعلم وضعية مشكلة فإنه يقع
تحت تأثيرين داخلي (الذات) وخارجي (جماعة القسم). وهو ما يحتم عليه تعبئة موارده
لإيجاد الحل.
-
يحدث التعلم من خلال التفاعل بين السلوك
وظروف الشخص والمحيط.
-
عوامل التعلم هي الانتباه والدافعية
والإنتاجية والتخزين.
5- النظرية المعرفية:
-يعتبر كانيي رائدها، وكذا طارديف ونوفاك.
-تنظر للمتعلم من زاوية
السياقات المعرفية الداخلية (الانتباه، التذكر، معالجة التعلمات، استقبال التعلمات)
- تعتبر أن للعقل البشري قدرة
على
معالجة المعلومات.
- تعطي أهمية خاصة لاستراتيجيات
التعلم (الوعي،الفهم،الاحتفاظ، التخزين،
توظيف المعارف..)
- إن وعي المتعلم بما اكتسبه
يحفزه
على مضاعفة الجهد لمزيد من التعلم.
- من بين البيداغوجيات التي
تستقي
أسسها من هذا التصور، نذكر بيداغوجيا حل
المشكلات، الفارقية ثم المشروع...
- يقتضي انجاز مهمة محددة تعبئة
الموارد المخزنة بالعقل وتجنيدها
للوصول إلى الحل.
مرتكزات ومبادئ النظرية المعرفية:
-الاهتمام بالعمليات المعرفية الداخلية عكس
السلوكية التي تهتم بالمثيرات الخارجية فقط.
-يشتغل دماغ الإنسان في معالجته
للمعلومات كما يشتغل الحاسوب، وهذا ما يعاب على هذه النظرية كونها تعامل الإنسان
كآلة، وتغيب عمليات عن الإبداع.
-إعطاء الأهمية لاستراتيجيات
التعلم (الوعي، التخزين، المعالجة).
-التعلم في هذه النظرية يزيد من
استقلالية المتعلم ويطور قدراته العقلية (التعلم الذاتي).
-تعلم العلاقات بين الخبرات والأفكار والقدرات العقلية للسلوك، تجاوز الافتراض إلى الاستنتاج.
للتحميل PDF
👈👈 اضغط هنا 👉👉
لمشاهدة فيديو الشرح على قناة الأستاذ عبدالحق وفاق:
ممتاز ويستفيد منه الجيل الحالي والقادم بإذن الله تعالى
ردحذف