الدرس اللغوي: الانسجام – الثانية بكالوريا آداب وعلوم إنسانية
جاء في تدوينة على الفايسبوك:
كوفيد 19،
العدو الخفي الذي أرهب العالَم. لم يكن كغيره من الأعداء السابقين، إذ هو أشدّ
فتكًا. طور نفسه خلال فترة وجيزة ليكبُر، فيصير جائحة تهابها كبار الدول.
الملاحظة والتحليل:
المثال الأول: الجمل لا
تترابط بأدوات شكلية نحوية أو دلالية أو معجمية ظاهرة، تجعلها متسقة، ومع ذلك تفهم
العلاقات الدلالية بين هذه الجمل، وتؤولها تأويلا مناسبا من خلال السياق الحواري الذي وردت فيه. إذن هذا المقطع منسجم ضمنيا ولو افتقر إلى عناصر الاتساق.
المثال الثاني: إعلان موجز
ومختصر، تخلص من باقي الروابط النحوية والشروحات وسائر التفاصيل التي تشكل اتساقه.
لكن تفهم ذلك من خلال التأويل
والتغريض والتشابه.
المثال الثالث: تلاحظ أن
فهمك للنص لا يتوقف على ما يقده من معطيات، لذا تحتاج مخزونك المعرفي، ومهاراتك في
التنظيم، لتدرك أن كوفيد 19، ليس عدوا ماديا، وإنما هو وباء عالمي. كما يتطلب
الأمر أيضا وضع خطاطة ذهنية تنظيمية تساعدك على فهم المعنى وإدراك ترابطاته.
خلاصة عامة:
الانسجام
هو العلاقات
والروابط غير المحققة لفظا بين وحدات النص، ويتطلب الأمر أن يشارك القارئ في
بنائها إلى معلوماته
وقراءاته ومعارفه وقدراته التأويلية. عبر مبدأ السياق من خلال علاقة المتكلم بالقارئ، ومبدأ التأويل المحلي عبر تأويل القرائن النصية سياقيا، ومبدأ التشابه، من خلال استحضار القارئ معلومات سابقة، ومبدأ التغريض، وهو بحث موضوع النص أو الخطاب، أو النقطة المحورية
التي يدور حولها.
ويبنى
الانسجام أيضا من خلال عمليات ذهنية يقوم بها المتلقي، تقوده إلى استحضار خلفياته المعرفية، التي تتقاطع مع المعارف التي يقدمها النص، والخلفيات التنظيمية التي من خلالها يتمثل علاقات النص وتمفصلاته والإطارات
المنظمة لعناصره وأفكاره.
السنة الثانية بكالوريا
إرسال تعليق