مفهوم النص
الأدبي:
أ-النص
واللانص:
يبدأ كيليطو بطرح مشكلة
الأدب، فيجد نفسه، وهو يحاول التساؤل عن الأساس الذي بموجبه نعتبر بعض النصوص
أدبية، منجرا إلى إدراج مفهوم جديد هو النص. وإذا بمفهوم النص، بحسب تحديد يوري
لوتمان، يتحدد من خلال النسق الثقافي الذي يوجد فيه، لأن بعض النصوص تعتبر في
ثقافة ما نصا، في حين لا تعتبر في ثقافة أخرى كذلك.إنها لا نص. فاللانص يعتبر
مدلولا لغويا فقط. أما النص فهو إلى جانب كونه مدلولا لغويا، له أيضا مدلول ثقافي
لأنه متميز عن اللانص بهذه الحمولة الثقافية التي يدخرها.
يمثل كيليطو لهذا الفرق
بألف ليلة وليلة (ص:18/19): إذ اعتبرت لا نصا في الثقافة العربية لأنها لا تتوفر
على مقومات النص المعترف به، فمؤلفها مجهول، وهي في أقصى درجات الوضوح، ولا تحتمل
التفسير والتأويل. ويمكن قول الشيء نفسه عن "الثقافة الشعبية" عموما.
ب ـ الأدب والنوع:
يعرف كيليطو الأدب
انطلاقا من مدلوله القديم والحديث. فالأدب القديم يتعلق بالآداب والتحلي بالأخلاق
الحميدة والفضائل الممدوحة. وهو بذلك يتخذ صبغة تعليمية تنبني على ثنائية الأمر
والنهي. (ص:21)
أما الأدب بالمعنى
الحديث فهو يدور حول الأنواع القارة والثابتة والمستقرة. لكن مع الرومانسيين تم
تجاوز هذا التصور بتبني آخر يقوم على المزج بين الأنواع.( ص:22).
ج ـ التعريف البنيوي للأدب:
يطرح كيليطو سؤالا جديدا
يصوغه على النحو التالي: هل يوجد تعريف بنيوي للأدب؟ (ص:23)
ويؤكد صعوبة العثور على هذا التعريف، ولكنه يجد أمامه بعض التعريفات مثل:
ـ النص
الأدبي إحالة إلى عالم أشياء وشخصيات وأحداث خيالية.
ـ التعريف
الثاني ينطبق من الوظيفة الشعرية كما حددها رومان جاكبسون.
نستنتج من خلال ما سبق أن كيليطو خاض تجربة
الانتقال من الأدب إلى النص .ومن النص إلى النوع. ومن الأدب إلى الخطاب .
تصنيف
الأنواع:
يقتضي الحديث عن النوع
والقواعد الأدبية، عموما، والسردية خصوصا، الانطلاق من الأنماط الخطابية كما تحققت
في التاريخ الأدبي، والعمل على قراءتها وتحديدها بالانطلاق من فهم جديد للأدب.
يقول كيليطو عن النوع
الأدبي:( إن كل نوع أدبي يفتح "أفق انتظار"
خاصا به. راجع نفسك وسترى نفسك أنك لا تقرأ رواية بولسية كما تقرأ رواية جنسية أو
رواية أبطالها رعاة بقر).(ص:25)
ويقترح الكاتب تصنيفا
للأنواع( ص:29) يستند إلى تحليل علاقة المتكلم بالخطاب(إسناد الخطاب) على النحو
التالي:
- المتكلم يتحدث باسمه: الرسائل، الخطب، العديد من الأنواع الشعرية التقليدية…
- المتكلم يروي لغيره: الحديث، كتب الأخبار…
- المتكلم ينسب لنفسه خطابا لغيره.
- المتكلم ينسب لغيره خطابا يكون هو منشئه. هنا حالتان: إما لا يفطن إلى النسبة المزيفة فيدخل الخطاب ضمن النمط الثاني، وإما يفطن إلى النسبة فيدخل الخطاب ضمن النمط الأول.
- المتكلم يتحدث باسمه: الرسائل، الخطب، العديد من الأنواع الشعرية التقليدية…
- المتكلم يروي لغيره: الحديث، كتب الأخبار…
- المتكلم ينسب لنفسه خطابا لغيره.
- المتكلم ينسب لغيره خطابا يكون هو منشئه. هنا حالتان: إما لا يفطن إلى النسبة المزيفة فيدخل الخطاب ضمن النمط الثاني، وإما يفطن إلى النسبة فيدخل الخطاب ضمن النمط الأول.
قواعد
السرد:
ينطلق كيليطو من نص
مأخوذ من ألف ليلة وليلة قصد استخلاص القواعد السردية العامة لكل نص حكائي أو
سردي. فأثبت بأن الحكاية السردية عبارة عن أحداث أو أفعال سردية تنتظم في متواليات
سردية مترابطة زمنيا ومنطقيا. كما تخضع الأحداث لمنطق الاختيارات والإمكانيات
المحتملة، أي إن السارد يمكن أن يجعل الحدث فعلا تحسينيا أو فعلا منحطا. كما أن
للسرد قواعد أساسية يمكن حصرها في تعلق السابق باللاحق وارتباط تسلسل الأحداث بنوع
الحكاية، و أفق الاحتمال والعرف.
والحكاية عند كيليطو يمكن أن تقرأ قراءتين: القراءة الأولى (العادية) تتم من
اليمين إلى اليسار أي من البداية إلى النهاية ( .... ). القراءة الثانية التي يمكن
أن نسميها القراءة "العالمة" لأنها تجعلنا نلمس البناء السردي عن
كثب..وهذه القراءة تتم من النهاية إلى البداية، من اليسار إلى اليمين ( ...
).( ص:41)
دراسة
الأدب الكلاسيكي:
ينطلق المؤلف في هذا
القسم من إبراز المفاهيم السائدة اليوم في الدراسات الأدبية ( مفهوم الفرد المبدع
/ مفهوم التعبير / مفهوم تلاحم أجزاء النص). ويطرح كذلك مسألة مهمة وهي الطريقة
التي نظر بها النقاد العرب إلى الشعر القديم حينما كانوا يبحثون في طياته عن
الوحدة العضوية انطلاقا من المقاييس الغربية بينما للشعر العربي القديم خصوصياته
التي تميزه عن باقي الأشعار العالمية الأخرى. ولابد كذلك أثناء التعامل مع
المؤلفات الكلاسيكية من مراعاة غرابة النصوص والتسلح بتصورات نقدية وتأويلية تنسجم
مع هذه النصوص التي تتطلب قارئا خاضعا لمنطق السؤال والجواب يستطيع أن يرصد
الغرابة ويحاول تفكيكها وتركيبها من منطلقات تأخذ بعين الاعتبار عصر المؤلف وبيئته
واللغة التي كتب بها نصه والسياق الذي ورد
فيه.
تاريخ
الشاعر:
يحدد الكاتب في هذا
القسم ضرورة النظر إلى كيفية تعليل الشاعر إنتاجه وإبراز دواعي التعليل وملاءمته.
لذلك فهو يرفض عند دراسة الشاعر ما يسمى
بالدراسة التاريخية الكلاسيكية التي تهتم بحياة الشاعر بإسهاب وذكر أحوال نفسيته
وآثاره الإنتاجية. ويقترح أن نجيب عن مجموعة من الأسئلة النصية الداخلية مثل: كيف
يعلل الشاعر إنتاجه؟ إلى أي حد يوجد هذا التعليل في ثنايا الإنتاج نفسه؟ ما الداعي
إلى هذا التعليل؟ كيف تندمج حياة الشاعر ضمن هذا التعليل؟
(موضوع منقول للاستفادة)
إرسال تعليق