يعتمد في تحليل النصوص
السير ذاتية، على المنظورات الستة المثبتة في كتاب فيالا وشميت. وفيما يلي نظرة
مجملة عنها:
1. تتبع الحدث: يهم هذا المنظور جرد الأحداث وفق تسلسلها المنطقي في المؤلف، ثم إبراز الرهان المتوخى
من سردها، ثم تبيان دلالتها ومغزاها.
2. تقويم القوى
الفاعلة: بعد استخراج القوى
الفاعلة، تتحدد علاقاتها ومنازلها في البنية العاملية، ويكشف عن وجهة نظر السارد.
3. الكشف عن
البعد النفسي: تحلل المواضيع النفسية، وتوضح
دلالات الأبعاد النفسية وانعكاساتها على سلوك القوى الفاعلة ومواقفها من الوجود.
4. تحليل البعد
الاجتماعي: يعمل هذا المنظور على
استجلاء المعطيات الاجتماعية والتاريخية المضمنة في المؤلف، ويستدعي إبراز الحقل
الاجتماعي والتاريخي، وبيان طبيعة العلاقة التي ينسجها المؤلف مع المجتمع
والتاريخ.
5. تعرف الأسلوب:
ينصب هذا المنظور على
إبراز المستويات والسجلات اللغوية المستثمرة في النص.
6.استخراج البنية: تحدد بنية المؤلف بالنظر إلى خصوصية تركيبته، وتعاقب متوالياته ووحداته، وطبيعة
تنظيمه الزمني والموضوعاتي.
الحبكة:
الحبكة هي النسيج الذي
يرصد الأحداث في اتصالها وانفصالها واتجاهاتها، وتنقسم إلى تقليدية تتوالى فيها الأحداث بشكل متسلسل، وأخرى مفككة لا تخضع لتسلسل منطقي، ويبدو أن الحبكة المعتمدة في سيرة "في الطفولة" لعبد المجيد بن
جلون. يفتتح عبد المجيد بن جلون روايته في الطفولة عن أيام ولادته وكيف شرع في
الحياة ثم يروي لنا حكاية سفره إلى إنجلترا بمدينة منشستر بالضبط والرجوع إلى
القاهرة في نهاية المطاف .
الرهان:
ينقسم الرهان دائما إلى
رهان المحتويات ويتأسس حول الشخصيات والموضوعات المتنازع عليها، ورهان الخطاب ويتأسس على علاقة المؤلف مع المتلقي أو علاقة النص مع المتلقي، وإذا عدنا إلى مثن "في الطفولة"
سنجده مجرد محكيات عن مراحل من حياة الكاتب وتاريخه الشخصي. والواقع أن الكاتب، وهو
يستعيد تاريخه الخاص وتجاربه الفردية، يعمل بكيفية دالة على إبراز الجوانب
السياقية والموضوعية التي أثرت هذا التاريخ وهذه التجارب.
يتوخى الكاتب إذن؛ إبراز
ما عاناه طوال حياته من محن وأزمات كانت وليدة تمزق حضاري وغموض في الهوية وإحساس
بالاستغراب والخوف والتطلع. إن في "الطفولة" هي حفر الذاكرة وتحليل
لأنماط العيش ونقد واقعي لما كان يعيشه المغرب آنذاك. ص:(278).
كما استهدف الكاتب سرد
وقائع ومجريات من تاريخ المغرب وحضارته تكشف عن حس نقدي ووطني.
دلالات وأبعاد الحدث:
إن تقييم دلالات الحدث
في نص ابن جلون لا يمكن أن تتضح أمام العيان إلا بأخذ الجوانب الذاتية والموضوعية
مأخذ الجد. فهناك تتبع كرونولوجي لمجريات حياة الكاتب ومساراته المتعددة ومل ميز
حياته من أزمات ومحن وأفراح...
إن هذا النص، بما هو تمثيل
لحياة صاحبه، لا يفهم إلا بالنظر إلى الظرفية الاجتماعية والسياسية والتاريخية
التي واكبت إنتاجه وتلقيه.
إرسال تعليق